ماكرون يعرب عن "قلق بالغ" بعد تثبيت الجزائر الحكم على كريستوف غليز
عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، عن قلق بالغ إزاء التطورات القضائية الأخيرة في الجزائر بعد تثبيت الحكم الصادر بحق الصحفي الفرنسي كريستوف غليز، في خطوة تعتبر إشارة سلبية تهدد المسار المتقلب للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وجاء موقف ماكرون عقب قرار محكمة الاستئناف في تيزي وزو، أمس الأربعاء، الإبقاء على العقوبة السجنية النافذة لمدة سبع سنوات ضد الصحفي الرياضي الشاب، البالغ من العمر 36 عاماً، بعد إدانته بتهمة مرتبطة بـ"تمجيد الإرهاب"، وهي التهمة التي لطالما رفضتها عائلته وفريق دفاعه ووصفوها بأنها مبنية على تأويل مفرط لا ينسجم مع طبيعة مهمته المهنية.
وفي بيان مقتضب للإليزيه، أبرزت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس تابع الحكم "بقلق عميق"، مؤكدة أن تفكير ماكرون "ينصرف إلى الصحفي وعائلته"في هذه الظروف التي وصفتها باريس بأنها "صعبة وغير مبررة"، حيث أكد البيان ذاته أن السلطات الفرنسية ستواصل اتصالاتها مع الجانب الجزائري "لضمان الإفراج عنه وعودته إلى فرنسا في أقرب وقت"، في إشارة إلى أن الملف لم يعد قانونيا صرفا، بل أصبح جزءا من أجندة الحوار السياسي والدبلوماسي بين البلدين.
ويعود أصل القضية إلى ماي 2024 حين دخل كريستوف غليز الجزائر في إطار مهمة صحفية لإعداد روبورتاج حول نادي شبيبة القبائل، أحد أعرق الأندية وأكثرها تتويجا في تاريخ كرة القدم الجزائرية، غير أن ما كان يفترض أن يكون زيارة مهنية عابرة تحول سريعاً إلى مسار قضائي معقد بعد توقيف الصحفي وفتح تحقيق في نشاطه وتنقلاته واتصالاته، وهي تفاصيل وُصفت لاحقاً بأنها شكلت أساس المتابعة القضائية قبل أن تتوسع القضية وتتحول إلى ملف سياسي بامتياز بعد تدخل عدة منظمات دولية على خط القضية، أبرزها منظمة "مراسلون بلا حدود" التي اعتبرت الحكم "سابقة خطيرة".
ومع تثبيت الحكم في الاستئناف، تتجه الأنظار مجدداً إلى طبيعة المفاوضات الجارية بين باريس والجزائر، وسط تقديرات تفيد بأن الملف أصبح يمس صورة الجزائر في ملفات حرية الصحافة، وفي الوقت ذاته يمثل ضغطا إضافيا على الحكومة الفرنسية التي تواجه انتقادات داخلية تطالبها بلهجة أكثر صرامة تجاه ما تعتبره "اعتقالاً غير مبرر لمواطن فرنسي أثناء أداء مهامه الصحفية"



